ينبغي علينا مقاطعة شركة موبينيل

الأحد، ٣١ أكتوبر ٢٠١٠

ثبات المؤمن

عمر المختار


استجوب الضابط الإيطالي عمر المختار ، فانظر ماذا قال

سأله الضابط : هل حاربت الدولة الإيطالية ؟
عمر : نعم
وهل شجعت الناس على حربها ؟
_
نعم
وهل أنت مدرك عقوبة مافعلت ؟
_
نعم
وهل تُقِرُ بما تقول ؟
_
نعم
منذ كم سنة وأنت تحارب السلطات الإيطالية ؟
_
منذ 10 سنين
هل أنت نادم على مافعلت ؟
لا
هل تدرك أنك ستعدم ؟؟
_
نعم
_
فيقول له القاضي بالمحكمة :
أنا حزين بأن تكون هذه نهايتك
فيرد عمر المختار :
_
بل هذه أفضل طريقة أختم بها حياتي ..
_
فيحاول القاضي أن يغريه فيحكم عليه بالعفو العام مقابل أن يكتب للمجاهدين أن يتوقفوا عن جهاد الإيطاليين , فينظر له عمر ويقول كلمته المشهورة :
( إ
ن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , لايمكن أن تكتب كلمة باطل )

ومات عمر المختار
لقد خطر لي أن أعلق على هذه القصة ولكني لم أفعل لأن القصة لاتحتاج لتعليق ( فسبحان من جعلها تتكلم من نفسها )


سعيد بن جبير


التابعي الجليل سعيد بن جبير .. كان على عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، فوقف في وجهه سيدنا سعيد وتحداه وحارب ظُلمه حتى قُبِض عليه .. فجيء به ليُقتَل .... فسأله الحجاج مستهزئا : ما اسمك ؟

(وهويعلم اسمه)
قال: سعيد بن جبير
قال الحجاج : بل أنت شقي بن كسير ( يعكس اسمه )
فيرد سعيد : أمي أعلم باسمي حين أسمتني
فقال الحجاج غاضبا : شقيت وشقيَت أمك
فقال سعيد : إنما يشقى من كان من أهل النار , فهل اطلعت على الغيب ؟
فيرد الحجاج : لأُبَدِلَنَّك بِدُنياك ناراً تلَظّى!
فقال سعيد : والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلها يُعبَد من دون الله
فقال الحجاج : فلِم فررت مني ؟
قال سعيد : ( ففرت منكم لما خفتكم )
فقال الحجاج : اختر لنفسك قتلة ياسعيد ..
فقال سعيد : بل اختر لنفسك أنت , فما قتلتني بقتلة إلا قتلك الله بها !
فيرد الحجاج : لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحدا قبلك .. ولن أقتلها لأحد بعدك !
فيقول سعيد : إذاً تُفسِد عليّ دُنياي , وأُفسِد عليك آخرتك
ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فينادي بالحرس : جروه واقتلوه
فيضحك سعيد ، و يمضي مع قاتله , فيناديه الحجاج مغتاظا : ما الذي يضحكك ؟
يقول سعيد : أضحك من جرأتك على الله ، وحلم الله عليك !!
فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيراً ونادى بالحراس : اذبحوه !!
فقال سعيد : وجِّهوني إلى القبلة .. ثم وضعوا السيف على رقبته , فقال :

( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.. )
فقال الحجاج غيّروا وجهه عن القبلة !
فقال سعيد ( ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله )
فقال الحجاج : كُبّوه على وجهه
فقال سعيد : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى )
فنادى الحجاج : اذبحوه ! ما أسرع لسانك بالقرآن ياسعيد بن جبير! ..
فقال سعيد : أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله .. خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها

يوم القيامة .. ثم دعا قائلا : اللهم لاتسلطه على أحد بعدي .
وقُتل سعيد .. والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليلة : مالي ولسعيد بن جبير !

كلما أردت النوم أخذ برجلي ! وبعد 15 يوماً فقط يموت الحجاج

لم يسلط على أحد من بعد سعيد رحمه الله.


رحمك الله يا سعيد ورحمك الله ياعمر
اللهم إني أشهدك أني ما كتبت هذا إلا لأني أحبك
اللهم اجمعني مع سعيد يوم القيامة ..
اللهم اغفر لي ضعفي وارحمني فأين أنا من هؤلاء.
لاحول ولا قوة إلا بالله

من يشتري دموع عينيك ؟؟


يقول فرقد السبخي : بلغنا أن الأعمال كلها توزن إلا الدمعة، تخرج من عين العبد من خشية الله ,, فإنه ليس لها وزن ولاقدر , وإنه ليطفئ بالدمعة بحوراً من النار ..!
أرأيت إلى عظمة هذه الدمعة التي تذرفها وأنت تذكر الله ، أو أنت تناجيه في هدأة الليل وجنح الظلام ؟؟!
اذهب إلى السوق واعرض على الناس دموع عينيك , أتراك تجد أحداً يشتريها منك ؟؟
هذه الدمعة التي تطفئ بحوراً من النار يوم القيامة , ليس لها عند الناس قيمة ولكنها عند الله أمر عظيم !!
ألم يقل الرسول ( صلى ا لله عليه وسلم ) :
( عينان لاتمسهما النار أبدا : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله )
فهل بكيت يوماً حباً لخالقك ؟
هل بكيت يوماً شوقاً له ؟
هل بكيت يوماً شاكراً له على ما أعطاك ؟
هل بكيت يوما شكراً لأنه للآن يصبر عليك ؟
هل بكيت خوفاً منه ؟
هل بكيت له ومن أجله ؟؟
إن لم تفعل فصدِّق أخي أنك قد أضعت من بين يديك لذة ما بعدها لذة ( اسال مجرب ولا تسال حكيم
كان عطاء السلمي كثير البكاء من خشية الله , سُئل مرة : لِم تُكثر البكاء ؟ فقال : لم لا أبكي ووثاق الموت

في عنقي ، والقبر منزلي ، والقيامة موقفي ، والخصوم حولي يقولون : إما إلى جنة وإما إلى نار ؟؟
إذا ضاقت بك السبل وشعرت أنك قد ضللت الطريق تذكر أن الله ينظر إليك وأنه يسعى إليك ليتوب عليك وليغفر لك ذنوبك ولو بلغت عنان السماء ..
قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )


بقلم : الدكتور حسان شمسي باشا



--

صور تدعوك لتسبيح الله

صور تدعوك لتسبيح الله

إنها رحلة الخلق التي أمرنا الله تعالى أن نتفكر فيها، لندرك نعمة الله علينا، وما أجمل أن يعيش المؤمن خاشعاً ولو للحظات عندما يرى قدرة الله تتجلى في خلق الجنين في بطن أمه.....


سبحانك يا الله! يا من خلقتنا بأحلى وأبهى وأحسن صورة، وتفضَّلتَ علينا بنعمك الظاهرة والباطنة، أنت أعلم بنا من أنفسنا، خاطبتنا في كتابك المجيد فقلت لنا: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) [النجم: 32]. فيا رب لا نزكي أنفسنا ولا نزكي على الله أحداً، فأنت أعلم بأعمالنا وأعلم بما يصلح حالنا، فهيّء لنا علماً ينفعنا ويقربنا إليك.

اقتضت حكمتك أن تخلقنا من تراب!! وكأنك تقول لنا لا تتكبروا فالمادة التي خلقتم منها هي أرخص مادة على وجه الأرض!! ثم جعلتنا نطفة لا تُرى وليس لها قيمة ولا تكاد تزن شيئاً! ولكنك أودعتَ في هذه الخلية الصغيرة أعقد البرامج على وجه الأرض، ليشهد هذا التعقيد وهذا الإتقان على قدرتك وعظمتك وإبداعك...

فنحن يا رب لا نرجو إلا رحمتك وليس هناك أحب إلينا من لقائك، فأنت الذي خاطبتنا بقولك: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 5]. وندعوك أن تجعل هذه الحقائق العلمية وسيلة نبصر من خلالها قدرتك تتجلى في أنفسنا: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 21]. فهل ترضى عنا يا مالك الملك وخالق كل شيء!

إخوتي وأخواتي في الله! هذه مقدمة أحببت أن أبدأ بها لنستيقن أن هذا العلم أي الإعجاز هو وسيلة لمعرفة الله تعالى، وقد قال لي ذات مرة أحد الإخوة:

لماذا تبحث في هذه العلوم وتضيع وقتك؟!! إنني مؤمن بالقرآن ومؤمن برسالة الإسلام، ومؤمن بالله تعالى، فلست بحاجة لإثباتات على ذلك!

وقلتُ له يا أخي! ما هو عدد آيات القرآن؟ فقال هذا موضوع لا يزيد إيماني!

ثم قلت له: ما هو عدد سور القرآن؟ قال لا أذكر، وليس مهماً ذلك؟

قلت له: ما معنى (والسماء ذاتٍ الحبك) قال هذا يحتاج للتفاسير وأنا لست مختصاً بذلك!

ثم سألته: ما معنى (ناصية كاذبة خاطئة)، ما معنى (وترى الجبال تحسبها جامدة)، ما معنى (الم)، وغيرها من الأسئلة التي تدل على مدى تعلق المؤمن بكتاب ربه ومدى حرصه على فهم هذا القرآ، وتدبره، ولكنه كان يرد ويقول بأن هذه الأشياء غير ضرورية لزيادة الإيمان!

ثم طلبت منه أن يخبرني على لسان من من الأنبياء ورد هذا الدعاء (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين)، قال لا أعلم... ثم سألته: مَن من الأنبياء قال (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها)... وكانت الإجابة ذاتها، هذه الأسئلة غير ضرورية والعلم بها ليس فريضة!

فقلت له بعد ذلك: إنك تجهل تماماً القرآن، ولذلك أنت مؤمن بشيء تجهله، إذاً أنت مؤمن بالمجهول! فماذا تقول لله تعالى الذي سيسألك يوم القيامة عن هذا القرآن: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 44].

والله إن أحدنا ليستحي من صديق له إذا أهداه كتاباً وسأله بعد مدة هل قرأت هذا الكتاب، يستحيي أن يقول لم أقرأه! فماذا ستقول لله تعالى يوم تقف بين يديه ليس بينك وبينه حجاب ويسألك: ماذا فعلت بهذا القرآن، وماذا تعلمت منه، وما هي الخدمات التي قدمتها لهذا الكتاب الذي تدعي أنك تحبه؟ فجهِّز نفسك لهذه الأسئلة يا أخي قبل أن يأتي ذلك اليوم، ولا تظن نفسك أنك أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان يسهر ليلة كاملة يتأمل آية واحدة: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة: 118]. فكم مرة فكرت أن تخصص ولو ساعة لتتأمل فيها آية من آيات الله؟!!

كنتُ أسمع حديثاً يقول: تفكر ساعة خير من عبادة سنة! وكنتُ أستغرب من ذلك، ولكنني بالفعل أيقنتُ أن الله تعالى لا يعطي الحسنات على كثرة العمل ولكن على نوعية العمل! فما أكثر الصحابة الكرام عليهم رضوان الله، والذين آمنوا ثم جاهدوا وقُتلوا في سبيل الله بعد فترة قصيرة من إسلامهم، فلو أحصينا عدد الركعات التي قاموا بها نجدها قليلة، ولكن الله تعالى جعلهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين بسبب شيء ربما نراه بسيطاً ولكنه عند الله عظيم: إنه الصدق مع الله: (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) [محمد: 21].

الصدق والإخلاص وحسن الظن بالله ... كل ذلك لا يحتاج لعمل الجوارح، بل هو من عمل القلب، ولا يحتاج لكثير من الوقت والجهد، بل هو نتيجة التفكر في الله تعالى وخلقه وقدرته. وأخبركم أن إيماني قبل سنة مثلاً لم يكن بنفس سوية إيماني اليوم، بسبب زيادة معرفتي بآيات الله وإعجازه وقدرته.

وعلم الإعجاز يا أحبتي هو أفضل وسيلة في هذا العصر لإدراك شيء من عظمة الله وقدرته في خلقه، ولا يكفي أن نتعرف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن نقتدي بها! وإنني لأعجب من إنسان يدَّعي أنه يطبق تعاليم القرآن والسنَّة ثم تسأله ما هي معلوماتك في علم الأجنة فيقول: هذا العلم ليس فرضاً عليَّ أن أتعلمه! وأقول إذاً عندما خاطب الله الإنسان بقوله: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ) [الطارق: 5]. لا أدري مَن المقصود بهذا النداء: المؤمن أم الكافر؟

وماذا يعني ذلك؟ هل نجلس وننتظر دون تفكير ودراسة وتأمل؟ هل نترك علماء الغرب من غير المسلمين ليبحثوا وينظروا ويطبقوا هذه الآية عملياً في مختبراتهم، ثم نقول هذا العلم لا يعنينا في شيء!!

إذاً يا أحبتي سوف أصحبك في رحلة متواضعة في عالم خلق الجنين، عسى أن نزداد إيماناً بالله تعالى ونزداد معرفة بهذا الخالق العظيم. وسوف نستخدم لغة الصور التي التقطها العلماء لأجنة في بطون أمهاتهم من النطفة وحتى يخرج طفلاً، لنتأمل ونسبح الله على أن أكرمنا بهذه العلوم.

- يؤكد العلماء أنه من أكثر الظواهر غرابة في الطبيعة ظاهرة خلق الإنسان! فخلية واحدة تنمو وتصبح أكثر من 100 تريليون خلية، كيف تحدث هذه العملية، ومن الذي يتحكم بهذا البرنامج الدقيق، هل هي الطبيعة، أم خالق الطبيعة عز وجل؟ فعندما يدرك الإنسان أصله وهو الطين، ثم النطفة التي لا تكاد تُرى، يزداد تواضعاً ويتخلص من غروره وتكبره، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار: 6-8]. ونرى في الصورة مجموعة كبيرة من النطاف تحيط بالبويضة ولكن واحدة فقط تخترق البويضة وتشكل الأمشاج، حيث تختلط النطفة بالبويضة، و“تذوب“ فيها. الآن لو تأملنا التركيب الكيميائي للنطفة أو للبويضة نلاحظ أنها في معظمها تتألف من الماء، ولذلك قال تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ) [الطارق: 5-6]. وتتسابق النطاف وتقترب نحو البويضة محاولة اختراقها، والسؤال المهم: مَن الذي علَّم النطفة أن تسلك هذا الطريق في هذا الظلام؟ ومن الذي يسوقها باتجاه البويضة؟ يقول تعالى: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [النحل: 17].

- النطفة التي خُلق منها الإنسان لا تُرى بالعين المجردة لصغر حجمها، ولكن الأبحاث الطبية تُظهر أن سر الحياة أصغر من ذلك وهو موجود في أعماق هذه النطفة، في الشريط الوراثي المسمى DNA حيث يحوي كل المعلومات اللازمة لخلق إنسان عاقل. يقول تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ) [المؤمنون: 13]، والقرار المكين هو الرحم، يقول العلماء إن الرحم يصبح أكبر بألف مرة بعد الحمل مباشرة!! يحوي رأس النطفة كل المعلومات والبرامج اللازمة لإنتاج الجنين، أي أنه مسؤول عن تحديد نوع المولود ذكراً أم أنثى، وقد أشار القرآن إلى دور النطفة في تحديد جنس الجنين، يقول تعالى: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ) [النجم: 44-45].

- صورة بالمجهر الإلكتروني لجنين عمره ثلاثة أيام!! وهو عبارة عن خلية انقسمت إلى 8 خلايا، هذه المجموعة لديها القدرة على الانقسام لتشكل أكثر من 100 تريليون خلية! مَن الذي يخبر هذه الخلية بأنها يجب أن تنقسم وتتكاثر وتشكل إنساناً؟ إن أغرب ما في الأمر أن الخلية الأم تبدأ بالانقسام ولكن لا تُنتج نفس الخلايا، بل تنتج خلايا منوعة منها ما يشكل الجلد، وأخرى للعظام، وأخرى للدماغ، وخلايا للعين وخلايا للقلب... مَن الذي يخبر هذه الخلايا بعملها وبمهمتها وبهذا التطور؟ أليس هو الله القائل: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2].

بعد دخول أول حيوان منوي إلى البويضة تفرز هذه البويضة على الفور مادة تؤدي إلى انغلاق غلاف البويضة أمام بقية النطاف، وبعد التزاوج تفرز الخلية الملقحة هرمون hCG وهو ما يتحسسه كاشف الحمل، هذا الهرمون يعطي تعليمة للجسم ليوقف الدورة الشهرية ويعطي مؤشرات للمرأة على بداية الحمل. بعد 30 ساعة من دخول الحيوان المنوي إلى البويضة يحدث أول انقسام وتبدأ الخلية بالتكاثر مشكلة النطفة الأمشاج وذلك بعد أربعة أيام تقريباً. إن حجم هذه الخلية أقل بكثير من رأس الدبوس فلا تكاد تُرى أو تُذكر، ولذلك يقول تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) [الإنسان: 2].

- بعد اندماج النطفة مع البويضة المؤنثة تبدأ الانقسامات مباشرة، ثم تذهب البويضة الملقَّحة لتلتصق وتتعلَّق بجدار الرحم، لذلك يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) [غافر: 67]. تتحول الخلية الملقحة إلى شكل آخر مختلف تماماً هو العلقة، وهي مجموعة من الخلايا التي تسعى لتتعلَّق ببطانة الرحم خلال 6-12 يوماً تقريباً وتختار أفضل مكان فيه! يحتار العلماء: ما الذي يدفع هذه الكتلة من الخلايا للتعلُّق ببطانة الرحم لتتغذى منه؟!

- بعد ذلك يتحول الجنين إلى ما يشبه قطعة اللحم التي عليها آثار المضغ، ولذلك فقد تحدث القرآن عن هذه المرحلة بقوله تعالى: (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) [الحج: 5]. في هذه المرحلة تبدأ الأجهزة المهمة بالتخلُّق مثل الجهاز العصبي والقلب والدماغ، وتبدأ بعض الملامح بالظهور، يبدأ القلب ينبض، وتبدأ كثير من الأجهزة مثل الجهاز التنفسي والكليتين والكبد بالنمو السريع!

- في هذه المرحلة يبدأ تشكل العظام، وذلك خلال الأسبوع السادس حتى الثامن ويستمر تشكل العظام ونموها حتى ما بعد الولادة، يقول تعالى: (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا). الذي يحير العلماء: كيف تعلم هذه الخلايا أنها يجب أن تتحول إلى عظام بهذا التوقيت بالذات؟

- جنين عمره 7-8 أسابيع وتظهر عليه بدايات مرحلة اللحم حيث تُكسى العظام بالعضلات، في بداية الأسبوع الثامن تبدأ العضلات بالحركة. كما يبدأ تشكل طبقات الجلد الذي يغلف الجسم، وانظروا معي إلى قوله تعالى: (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا) [البقرة: 259]. طول الجنين الآن أقل من 3 سم في هذه المرحلة تبدأ العضلات بالتشكل، وتبدأ هذه العضلات بتغليف العظام، وتستمر هذه المرحلة طويلاً وتتداخل مع المرحلة التي تليها، أي مرحلة العظام. يقول تعالى: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ). أما المشيمة فتقوم بتغذية الجنين بالهواء والطعام والشراب، ولا تسمح بمرور المواد المؤذية، وتنتج الهرمونات التي تنظم درجة حرارة الجنين، ويقول العلماء إن المشيمة تعمل على العناية بالجنين بشكل أفضل من أي غرف عناية مشددة، فسبحان الله!

- في هذه المرحلة يأخذ الجنين ملامحه النهائية، فتظهر الأطراف والعيون والأذنين وبقية أعضاء الجسد وتبدأ الحركة ويبدأ النشاط الكهربائي للقلب، الدماغ معقد جداً ويشغل نصف وزن الجسم، وتصبح العمليات بعد ذلك عبارة عن نمو هذه الأجزاء واكتمال خلقها، وتستمر هذه المرحلة لنهاية الحمل ، لذلك يقول تعالى: (ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ) [المؤمنون: 14].

وأخيراً هناك تساؤلات كثيرة لابد أن نطرحها ونتأملها، بل ونجيب عنها:

- كيف يمكن لخلية واحدة أن تتطور بهذا الشكل العجيب لتُنتج مخلوقاً شديد التعقيد هو الإنسان؟

- من الذي يُخبر هذه الخلايا بما يجب عليها القيام به؟

- من الذي يُنسِّق عملها فلا يحدث أي خطأ؟

- من الذي يهدي هذا الجنين في رحلته نحو الحياة؟

بلا شك، إنه الله تعالى القائل: (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]. فنسألك يا الله أن تزيدنا علماً وعملاً بما علمتنا، وأن تجعلنا من الذين قلتَ في حقهم: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2].

الأربعاء، ١٣ أكتوبر ٢٠١٠

خطورة قولك : يعلم الله إذا كان مخالفا لعلم الله

فائدة من كتاب "المناهي اللفظية" لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: وسئل غفر الله له : عن قول بعض الناس ( يعلم الله كذا وكذا ) ؟ فأجاب بقوله: قول (يعلم الله ) هذه مسألة خطيرة حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شئ يعلم الله والأمر بخلافه صار كافرا خارجا عن الملة، فإن قلت (يعلم أني ما فعلت هذا) وأنت فاعله فمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر، (يعلم الله أني ما زرت فلانا) وأنت زائره صار الله لا يعلم بما يقع، ومعلوم أن من نفى عن الله العلم فقد كفر، ولهذا قال الشافعي رحمه الله في القَدَرِيَّة قال: ( جادلوهم بالعلم فإن أنكروه كفروا، وإن أقروا خصموا) أ . هـ. والحاصل أن قول القائل (يعلم الله) إذا قالها والأمر على خلاف ما قال فإن ذلك خطير جدا وهو حرام بلا شك. أما إذا كان مصيبا، والأمر على وفق ما قال فلا بأس بذلك، لأنه صادق في قوله ولأن الله بكل شئ عليم كما قالت الرسل في سورة يس: (قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون) (76).

فيديو الحلقه التى أثارت الصهاينة و تسببت فى إغلاق قناة الرحمة