ينبغي علينا مقاطعة شركة موبينيل

الثلاثاء، ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩

رأى الشيخ الشعراوى فى مسأله النقاب

أشرف عبد المقصود
في حوار شهير له مع صحيفة الأخبار الحكومية ، نشرته بتاريخ 1 / 4 / 1994م ، أبدى العلامة الراحل الكبير الشيخ محمد متولي الشعراوي غضبه وسخطه على من يهاجمون النقاب والحجاب ، وقال ما نصه :
(( وعجيب أيضا وغريب أمر هؤلاء ، وهم في رفضهم للحجاب والنقاب يرفعون شعار الحرية الشخصية !! ونحن نسألهم أهناك حرية بلا ضوابط تمنع الجنوح بها إلى غير الطريق الصحيح ؟ وأية حرية تلك التي يعارضون بها تشريعات السماء ؟ هذه الحرية التي تضيق الخناق على المحجبات ، وتترك الحبل على الغارب للسافرات فَيُحرضن على الجريمة بعد الافتتان ! وحسبنا من سوابق الخطف للفتيات ، واغتصاب المائلات المميلات ، حسبنا من ذلك دليلا على حكمة الله البالغة فيما شرع من ستر !! إن هؤلاء يحاولون التدخل في صميم عمل الله ، ويريدون أن تُشَرِّع الأرض للسماء وخسئوا وخاب سعيهم )) اهـ
وكان عجبا أن بعض المنتسبين إلى الأزهر يتحدثون عن "بدعة" ستر وجه المرأة ، وكأنهم لأول مرة يعرفونها في دين الإسلام وأقوال أئمته ، بينما شيخ الأزهر الحالي نفسه الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره المسمى (( التفسير الوسيط للقرآن الكريم طبعة دار المعارف جـ 11 ص 245 ) ينتصر لستر البدن كله بما فيه الوجه ، ففي تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } (الأحزاب:59) يقول : (( والجلابيب جمع جلباب ، وهو ثوب يستر جميع البدن ، تلبسه المرأة فوق ثيابها . والمعنى : يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك ، وقل لبناتك اللائي هن من نَسْلك ، وقل لنساء المؤمنين كافة ، قل لهن : إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن ، فعليهن أن يَسدلن الجلاليب عليهن ، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًّا من رؤوسهن إلى أقدامهن ؛ زيادة في التستر والاحتشام ، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة . قالت أم سلمة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سُود يلبسنها )) اهـ . فهذا هو رأي شيخ الأزهر من تفسيره فماذا يقولون ؟
* * * *
إننا بادئ ذي بدء نريد أن ننبه على أمرين مهمين ونجيب عن شبهة مغرضة :
أما الأمر الأول : فيخطىء من يظن أن النقاب قَيْدٌ وُضع على المرأة ليمنعها من ممارسة حقوقها ، أو غُلٌّ ترسُف فيه يحول بينها وبين أداء مهامها . ولكنه في الحقيقة شعار الحياء والخَفَر ، وعنوان الطهارة والعفاف ، تلتزمه ـ منذ قديم الزمان ـ نساء عِلْيَة القوم ، من ذوي الرياسة ، والجاه ، والعلم ، والثراء .

وأما الأمر الثاني : فهو أننا هنا لسنا بصدد الدفاع عن أخطاء بعض المنتقبات أو سلوكهن ـ وهي موجودة ـ أو أننا نريد أن نجبر النساء على ارتدائه . بل إننا نريد أن يفرق الناس بين النقاب وبين أخطاء وسلوكيات بعض المنتقبات . فالنقاب لايعطي للمرأة العصمة من الذنوب وتظل المنتقبة شأنها شأن بقية المسلمات يجوز عليها الخطأ والصواب ، وبالتالي فالذين يتحدثون عن هذا الجانب يريدون سحب القضية إلى "أزقة" الكلام بعيدا عن جوهرها وصلبها .

وأما الشبهة المغرضة : وهي تلك التي يدندن بها أصحاب النفوس الضعيفة هذه الأيام ويملئون بها الصحف والمجلات صياحا وعويلا : يقولون : إن النقاب قد يرتديه المحتالون والسُّرَّاق والإرهابيون والداعرات فيتخفون وراءه ؟ ثم يروحون يستعرضون القصص المغرضة في هذا الباب .
وللرد على هذه الشبهة نقول :
أولا : المنافقون في الدرك الأسفل من النار ومع ذلك كانوا يتظاهرون بالإسلام فيصلُّون ويُخفون في قلوبهم الزندقة والكفر ويخادعون الله ، فهل نترك الصلاة لأن المنافقين يصلون ؟

ثانيا : هناك من المجرمين واللصوص من يرتدي زي رجل الشرطة ورجل الأمن ، فنرى هذا المجرم ينتحل صفة ضابط الشرطة الأمين فيُغرر بالناس ويحتال عليهم ويسرق أموالهم بل قد يقتلهم ، فهل نقوم بإلغاء زي رجل الشرطة من أجل هؤلاء المحتالين والمجرمين ؟

نحن نعلم أن هناك ظروفا تقتضي أن يُتَحَقَّق من شخصية المنتقبة في المطارات والامتحانات .. وحين يُرتاب أو يشك في أمر يحتاج فيه لذلك . فما المانع أن يتحقق من شخصيتهن ضابطات للأمن أو غيرهن من الموظفات دون أي حساسية ، وباحترام ومعاملة مهذبة ؟

ثالثا : لا شك أن من يريد أن يتخفى وراء شيء ما ليداري جريمة ما فإنه لا يختار شيئا قبيحا ، وإنما يختار شيئا مستحسنا . لنفرض أن هناك امرأة سيئة السير والسلوك تتخفى وراء النقاب فما من شك أنها تتخفى وراءه لأنه مستحسن لا لأنه قبيح !!
لقد وصل الأمر ببعضهم لكي يمنع النقاب إلى التآمر والاحتيال والنصب والدجل . يقول الأستاذ محمد جلال كشك في كتابه ( قراءة في فكر التبعية ) ص ( 421 ) : أن عميد إحدى الكليات اعترف : أنه لكي يمنع الحجاب أو النقاب في كليته استأجر طالبا من كلية أخرى واتفقوا معه على أن يحاول دخول الكلية منقبا ويقبض عليه الحرس وتصبح فضيحة . وتم ذلك فعلا واستغلها العميد فأصدر قرارا بمنع الحجاب أو النقاب ودفعوا للطالب أُجرته مع بعض الأقلام والشلاليت ! وكان العميد يروي هذه القصة مفتخرًا قائلا : بعشرة جنيه حلِّيت مشكلة الحجاب في كُلِّيتي ! ترى كم يتكلف تلميع خائب وترويج بائر ) اهـ
* * * *
والذي دعاني للحديث في هذا الموضوع هو هذه الحملة الموتورة على النقاب وجرأة البعض على الفتوى والزعم بأن المذاهب الأربعة تُحَرِّم أو تُبَدّع النقاب أو تجعله من المكروهات !! ، وبدا أن هناك حملة لإشاعة الجهل بين الناس أو استغلال بعد الناس عن مواطن العلم ، لترويج أباطيل ليست من دين الله في شيئ ، بل هي اعتداء على الدين والعلم وافتراء على فقهاء المسلمين .
فمسألة الحجاب والنقاب من المسائل التي قتلت بحثا وهي تدور بين الوجوب والاستحباب ولكن من العجب العجاب أن ينتقل بنا أقوام يزعمون الاجتهاد ـ وهو منهم براء ـ إلى دائرة التحريم والكراهة ؛ دون أي دليل بل باستخدام الكذب والتزوير . ولو كان لهؤلاء القائلين بكراهة أو تحريم النقاب سلف من هذه الأمة ، أو مستند يعتمدون عليه ولو كان واهيًا ، أو حكوا مذاهب العلماء في وجوب ستر الوجه وعدمه بأمانة ، ونقلوا أدلتهم بنزاهة ، ثم اختاروا القول بعدم الوجوب ، لقلنا : جنحوا لمذهب مرجوح لهم فيه سلف . ولكن العجب العجاب ، قول من يقول أن النقاب بدعة ويدعو لتحريمه أو كراهته . وللأسف الشديد يتم هذا التَّبَجُّح باسم علوم الدين !! وعلومُ الإسلام كلها بريئة إلى اللَّه تعالى من انتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ولذلك أحببت أن أضع بين يدي القراء بعض معالم الحقيقة في هذا الموضوع ، والعمدة في ذلك كتاب شيخنا العلامة الفقيه الدكتور محمد فؤاد البرازي الرائع ( حجاب المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) ، على أن نتبع هذا المقال بآخر يعرض كلام المفسرين في هذه المسألة ، وكلام أعلام الفقه قديما وحديثا .
ستر الوجه في المذاهب الأربعة :
من المفيد أن نشير إلى أن القائلين بجواز كشفه ، قد اتجهت مذاهبهم إلى وجوب ستره لخوف الفتنة نظرًا لفساد الزمن . وبناءً على ذلك فقد استقر الكثير من فقهاء المذاهب الأربعة وغيرهم على وجوب ستر الوجه .ويحسن بنا في هذا المقام أن نذكر شذرات قليلة من أقوال علماء كل مذهب من هذه المذاهب ، منقولة من كتب أصحابها ـ ومعظم هذه الكتب تدرس بالأزهر منذ مئات السنين وإلى اليوم ـ ، إبراءً للذمة ، وإقامة للحجة ، وحتى لا يصدق الناس ما يروجه المزورون من أن النقاب لا وجود له في المذاهب الفقهية الكبرى الأربعة !!
أولا : مذهب الحنفية :
1 ـ قال الشرنبلالي في ( متن نور الإيضاح ) : « وجميع بدن الحرة عورة إلا وجهها وكفيها باطنهما وظاهرهما في الأصح ، وهو المختار » . وقد كتب العلامة الطحطاوي في ( حاشيته الشهيرة على مراقي الفلاح شرح متن نور الإيضاح ص 161) عند هذه العبارة ما يلي : « ومَنْعُ الشابة من كشفه ـ أي الوجه ـ لخوف الفتنة ، لا لأنه عورة » اهـ .
2 ـ وقال الشيخ داماد افندي (مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر ـ 1 / 81) : « وفي المنتقى : تمنع الشابة عن كشف وجهها لئلا يؤدي إلى الفتنة . وفي زماننا المنع واجب بل فرض لغلبة الفساد وعن عائشة : جميع بدن الحرة عورة إلا إحدى عينيها فحسب ، لاندفاع الضرورة » اهـ .
3 ـ وقال الشيخ محمد علاء الدين الإمام (الدر المنتقى في شرح الملتقى ـ 1 / 81 ( المطبوع بهامش مجمع الأنهر ) : « وجميع بدن الحرة عورة إلا وجهها وكفيها ، وقدميها في رواية ، وكذا صوتها، وليس بعورة على الأشبه ، وإنما يؤدي إلى الفتنة ، ولذا تمنع من كشف وجهها بين الرجال للفتنة » اهـ .والراجح أن صوت المرأة ليس بعورة ، أما إذا كان هناك خضوع في القول ، وترخيم في الصوت فإنه محرم .
4 ـ وقال الشيخ الحصكفي (الدر المختار بهامش حاشية ابن عابدين ـ 3 / 188 ـ 189) : « يعزر المولى عبده ، والزوج زوجته على تركها الزينة الشرعية مع قدرتها عليها ، وتركها غسل الجنابة ، أو على الخروج من المنزل لو بغير حق ، أو كَشفت وجهها لغير محرم » اهـ باختصار .
5 ـ وقال في موطن آخر : « وتمنع المرأة الشابة من كشف الوجه بين رجال ، لا لأنه عورة ، بل لخوف الفتنة ، كمسّهِ وإن أَمِنَ الشهوة ، لأنه أغلظ ، ولذا ثبتت به حرمة المصاهرة ». قال خاتمة المحققين ، العلامة ابن عابدين في حاشيته الشهيرة عند هذه العبارة : « والمعنى : تُمنَعُ من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها فتقع الفتنة ، لأنه مع الكشف قد يقع النظر إليها بشهوة .وقوله : « كمسِّهِ » أي : كما يمنع الرجل من مسِّ وجهها وكفِّها وإنْ أَمِنَ الشهوة » اهـ ( انظر : الدر المختار ، مع حاشية رد المحتار ( 1 / 272) .
6 ـ وقال العلامة ابن نجيم ( البحر الرائق شرح كنز الدقائق ـ 1 / 284) : « قال مشايخنا : تمنع المرأة الشابة من كشف وجهها بين الرجال في زماننا للفتنة » اهـ .
7 ـ وقال أيضًا في موضع آخر ( البحر الرائق شرح كنز الدقائق ـ 2 / 381) : « وفي فتاوى قاضيخان : ودلَّت المسألة على أنها لا تكشف وجهها للأجانب من غير ضرورة . اهـ وهو يدل على أن هذا الإرخاء عند الإمكان ووجود الأجانب واجبٌ عليها » اهـ .
8 ـ وقال الشيخ علاء الدين عابدين (الهدية العلائية ( ص / 244) : « وتُمنع الشابة من كشف وجهها خوف الفتنة » اهـ .
وقد أوجب فقهاء الحنفية على المرأة الْمُحْرِمة بحج أو عمرة ستر وجهها عند وجود الرجال الأجانب .
9ـ قال العلامة المرغيناني (فتح القدير ( 2 / 405) عند كلامه عن إحرام المرأة في الحج : « وتكشف وجهها لقوله عليه السلام : إحرام المرأة في وجهها ». قال العلامة المحقق الكمال بن الهمام تعليقًا على هذه العبارة : « ولا شك في ثبوته موقوفًا . وحديث عائشة رضي الله عنها أخرجه أبو داود وابن ماجه ، قالت : كان الركبان يمرون ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات ، فإذا حاذَونا سَدَلَت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه . قالوا : والمستحب أن تسدل على وجهها شيئًا وتجافيه ، وقد جعلوا لذلك أعوادًا كالقُبة توضع على الوجه يسدل فوقها الثوب . ودلت المسألة على أن المرأة منهية عن إبداء وجهها للأجانب بلا ضرورة وكذا دلَّ الحديث عليه » اهـ .
10 ـ وقال العلامة الحصكفي (الدر المختار ورد المحتار ( 2 / 189 ) عند كلامه عن إحرام المرأة في الحج : « والمرأة كالرجل ، لكنها تكشف وجهها لا رأسها ، ولو سَدَلَت شيئًا عليه وَجَافَتهُ جاز ، بل يندب » .قال خاتمة المحققين ، العلامة ابن عابدين في حاشيته على « الدر المختار » عند قوله : « بل يُندب » ، قال : « أي خوفًا من رؤية الأجانب ، وعبَّر في الفتح بالاستحباب ؛ لكنْ صرَّحَ في « النهاية » بالوجوب . وفي « المحيط » : ودلَّت المسألة على أن المرأة منهية عن إظهار وجهها للأجانب بلا ضرورة ، لأنها منهية عن تغطيته لحقِّ النُّسك لولا ذلك ، وإلا لم يكن لهذا الإرخاء فائدة » . اهـ ونحوه في الخانية . ووفق في البحر بما حاصله : أنَّ مَحْمَلَ الاستحباب عند عدم الأجانب ، وأما عند وجودهم فالإرخاء واجب عليها عند الإمكان ، وعند عدمه يجب على الأجانب غض البصر ... » اهـ باختصار .
فأنت ترى من النصّين التاسع والعاشر تصريح فقهاء الحنفية بنهي المرأة أثناء الإحرام بالحج عن إبداء وجهها للأجانب بلا ضرورة ، وقولهم بوجوب ستره رغم أنها في أقدس الأمكنة مستدلين على ذلك بحديث عائشة السابق ذكره . فإذا كان الأمر كذلك وهي محرمة في أقدس البقاع ، فوجوب ستره في غيرها أَوْلى وأحرى بالاتِّباع .
ثانيا : مذهب المالكية :
1 ـ روى الإمام مالك ( الموطأ ـ 2 / 234 بشرح الزرقاني ، وانظر نحوه في : أوجز المسالك ـ 6 / 196) ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت : « كنا نُخمّر وجوهنا ونحن محرمات ، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق » .قال الشيخ الزرقاني « زاد في رواية : فلا تنكره علينا ، لأنه يجوز للمرأة المحرمة ستر وجهها بقصد الستر عن أعين الناس ، بل يجب إن علمت أو ظنت الفتنة بها ، أو يُنظر لها بقصد لذة . قال ابن المنذر : أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط كله ، والخفاف ، وأن لها أَنْ تغطي رأسها ، وتستر شعرها ، إلا وجهها ، فَتُسدل عليه الثوب سدلًا خفيفًا تستتر به عن نظر الرجال ، ولا تُخَمِّر ، إلا ما روي عن فاطمة بنت المنذر ، فذكر ما هنا ، ثم قال : ويحتمل أن يكون ذلك التخمير سدلًا ، كما جاء عن عائشة قالت : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مُرَّ بنا سَدَلْنا الثوب على وجوهنا ونحن محرمات ، فإذا جاوزْنا رفعناه » اهـ .
2 ـ وقال الشيخ الحطَّاب (مواهب الجليل لشرح مختصر خليل ـ 1 / 499) : « واعلم أنه إن خُشي من المرأة الفتنة يجب عليها ستر الوجه والكفين . قاله القاضي عبد الوهاب ، ونقله عنه الشيخ أحمد زرّوق في شرح الرسالة ، وهو ظاهر التوضيح . هذا ما يجب عليها »اهـ .
3 ـ وقال الشيخ الزرقاني في شرحه لمختصر خليل : (( وعورة الحرة مع رجل أجنبي مسلم غير الوجه والكفين من جميع جسدها ، حتى دلاليها وقصَّتها .وأما الوجه والكفان ظاهرهما وباطنهما ، فله رؤيتهما مكشوفين ولو شابة بلا عذر من شهادة أو طب ، إلا لخوف فتنة أو قصد لذة فيحرم ، كنظر لأمرد ، كما للفاكهاني والقلشاني . وفي المواق الكبير ما يفيده . وقال ابن الفاكهاني : مقتضى مذهبنا أن ذلك لا يحرم إلا بما يتضمنه ، فإن غلبت السلامة ولم يكن للقبح مدخل فلا تحريم )) . وهذا كله ـ كما ترى ـ في حكم نظر الرجل الأجنبي المسلم إليها . أما حكم كشف وجهها فلم يتعرض الشارح له في هذا الموضع ، وستجده في الفقرة الرابعة المنقولة من حاشية الشيخ البناني عند كلامه على هذه العبارة نفسها ، فانتظره فإنه بيت القصيد . (( ومذهب الشافعيّ أَمَسُّ بسدِّ الذرائع ، وأقرب للاحتياط ، لا سيَّما في هذا الزمان الذي اتّسع فيه البلاء ، واتسع فيه الخرق على الراقع » . اهـ باختصار يسير ( شرح الزرقاني على مختصر خليل ـ 1 / 176) .
4ـ وقد كتب العلامة البنَّاني في حاشيته على شرح الزرقاني لمختصر خليل على كلام الزرقاني السابق (1 / 176 ، ونحوه في حاشية الصاوي على الشرح الصغير 1 / 289) . ) ما يلي » قول الزرقاني : إلا لخوف فتنة ، أو قصد لذة فيحرم ، أي النظر إليها ، وهل يجب عليها حينئذٍ ستر وجهها ؟ وهو الذي لابن مرزوق في اغتنام الفرصة قائلًا : إنه مشهور المذهب ، ونقل الحطاب أيضًا الوجوب عن القاضي عبد الوهاب ، أو لا يجب عليها ذلك ، وإنما على الرجل غض بصره ، وهو مقتضى نقل مَوَّاق عن عياض . وفصَّل الشيخ زروق في شرح الوغليسية بين الجميلة فيجب عليها ، وغيرها فيُستحب »اهـ .
5 ـ وقال ابن العربي : « والمرأة كلها عورة ، بدنها ، وصوتها ، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة ، أو لحاجة ، كالشهادة عليها ، أو داء يكون ببدنها ، أو سؤالها عما يَعنُّ ويعرض عندها » أحكام القرآن ( 3 / 1579) . قال محمد فؤاد البرازي : الراجح أن صوت المرأة ليس بعورة ، أما إذا كان هناك خضوع في القول ، وترخيم في الصوت ، فإنه محرم كما سبق تقريره .
6 ـ وقال القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسيره ( 12 / 229) : « قال ابن خُويز منداد ــ وهو من كبار علماء المالكية ـ : إن المرأة اذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفيها الفتنة ، فعليها ستر ذلك ؛ وإن كانت عجوزًا أو مقبحة جاز أن تكشف وجهها وكفيها » اهـ .
7 ــ وقال الشيخ صالح عبد السميع الآبي الأزهري (جواهر الإكليل ـ 1 / 41 ) : « عورة الحرة مع رجل أجنبي مسلم جميع جسدها غير الوجه والكفين ظهرًا وبطنًا ، فالوجه والكفان ليسا عورة ، فيجوز كشفهما للأجنبي ، وله نظرهما إن لم تُخشَ الفتنة . فإن خيفت الفتنة فقال ابن مرزوق : مشهور المذهب وجوب سترهما . وقال عياض : لا يجب سترهما ويجب غضُّ البصر عند الرؤية . وأما الأجنبي الكافر فجميع جسدها حتى وجهها وكفيها عورة بالنسبة له » اهـ .
8 ـ وقال الشيخ الدردير (جواهر الإكليل ـ 1 / 41 ) : « عورة الحرة مع رجل أجنبي منها ، أي ليس بِمَحْرَمٍ لَهَا ،جميع البدن غير الوجه والكفين ؛ وأما هما فليسا بعورة وإن وجب سترهما لخوف فتنة» اهـ .
ـ وقد أوجب فقهاء المالكية على المرأة المُـحْرِمة بحج أو عمرة ستر وجهها عند وجود الرجال الأجانب .
9ـ قال الشيخ صالح عبد السميع الآبي الأزهري ( جواهر الإكليل ـ 1 / 41) في أبواب الحج : « حَرُمَ بسبب الإحرام بحج أو عمرة على المرأة لبس محيط بيدها كقُفَّاز ، وستر وجهٍ بأي ساتر ، وكذا بعضه على أحد القولين الآتيين ، إلا ما يتوقف عليه ستر رأسها ومقاصيصها الواجب ، إلا لقصد ستر عن أعين الرجال فلا يحرم ولو التصق الساتر بوجهها ، وحينئذٍ يجب عليها الستر إن علمت أو ظنت الافتتان بكشف وجهها ، لصيرورته عورة . فلا يقال : كيف تترك الواجب وهو كشف وجهها وتفعل المحَرّم وهو ستره لأجل أمر لا يُطلب منها ، إذ وجهها ليس عورة ؟ وقد علمتَ الجواب بأنه صار عورة بعلمِ أو ظنِّ الافتتان بكشفه »اهـ باختصار .
10ـ وقال الشيخ أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي المالكي الأزهري ) الفواكه الدواني على رسالة أبي زيد القيرواني ـ 1 / 431) في باب الحج والعمرة : « واعلم أن إحرام المرأة حرة أو أَمَةً في وجهها وكفيها . قال خليل : وحَرُمَ بالإحرام على المرأة لبس قُفَّاز ، وستر وجه إلا لستر بلا غرز ولا ربط ، فلا تلبس نحو القفاز ، وأما الخاتم فيجوز لها لبسه كسائر أنواع الحلي ، ولا تلبس نحو البرقع ، ولا اللثام إلا أن تكون ممن يخشى منها الفتنة ، فيجب عليها الستر بأن تسدل شيئًا على وجهها من غير غرز ولا ربط » . اهـ باختصار يسير .
11ـ وقال الشيخ الدردير (الشرح الكبير بهامش حاشية الدسوقي ـ 2 / 54، 55) : « حَرُمَ بالإحرام بحج أو عمرة على المرأة ولو أَمَة ، أو صغيرة ، ستر وجه ، إلا لستر عن أعين الناس ، فلا يحرم ، بل يجب إن ظنت الفتنة ... » اهـ .
12ـ وقال الشيخ عبد الباقي الزرقاني ( شرح الزرقاني على مختصر خليل ـ 2 / 290 ـ 291) في أبواب الحج : « حَرُمَ بالإحرام على المرأة لبس قُفَّاز ، وستر وجه ، إلا لستر عن الناس ، فلا يحرم عليها ستره ولو لاصقته له ، بل يجب إن علمت أو ظنت أنه يخشى منها الفتنة ، أو ينظر لها بقصد لذة ، وحينئذٍ فلا يقال : كيف تترك واجبًا وهو ترك الستر في الإحرام وتفعل محرمًا وهو الستر لأجل أمر لا يطلب منها ، إذ وجهها ليس بعورة ؟ فالجواب : أنه عورة يجب ستره فيما إذا علمت ، إلى آخر ما مر » اهـ وتمام العبارة : « أنه عورة يجب ستره فيما إذا علمت أو ظنت أنه يخشى منها الفتنة ، أو ينظر لها بقصد لذة » اهـ .

إذا صاح الديك في الناس مفتياً فلاعجب أن يؤم الناس كتكوتاً

إذا صاح الديك في الناس مفتياً فلاعجب أن يؤم الناس كتكوتاً

حكايتى مع النقاب.. شيماء تحدثكم من داخل المدينة الجامعية للبنات

خلعت النقاب بناء على رغبة القائمين على المدينة الجامعية فقط، لتتمكن من مقابلة مديرة المدينة هى وعدد من الطالبات المنتقبات لعرض مشكلاتهن، إلا أن النتيجة كانت «كلمتين تعنيف على الماشى» بحسب إحداهن، لكل من تمارس حقها فى الرد أو التعقيب.

فشيماء محفوظ الطالبة بكلية الطب البشرى، والحاصلة على تقدير جيد العام الماضى، لم يتم تسكينها فى المدينة حتى اليوم، رغم أن تسكين الطالبات الحاصلات على تقدير جيد كان يوم الثلاثاء (أمس الأول).

وعقب تصريحات د.هانى هلال، وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى، فى جولته التى أعرب فيها عن رفضه التام لدخول المنتقبات إلى المدن الجامعية، حيث قال: «لن يحدث ذلك مادمت وزيرا للتعليم العالى ومسئولا عن الجامعات فى مصر».

لاتزال أزمة الطالبات المنتقبات على أبواب المدينة الجامعة التابعة لجامعة القاهرة قائمة حتى أمس الأربعاء، ولليوم الخامس على التوالى منذ بدء الدراسة.

تقول شيماء: إن الوزير يرفض دخول المنتقبات إلى المدينة بالنقاب، باعتبار أن جميع من داخل المدينة بنات، إلا أن الواقع الذى تحكى عنه شيماء مخالف لذلك، فعمال الـ«بوفيه»، والكافيتريات والحرس على أبواب المدينة والكهربائى والنجار المناوبين، دائمى الإقامة داخل المدينة، كما أن عمال الكافيتريات موجودون حتى الساعة الثانية صباحا.

وتروى شيماء أنها وزميلاتها فى الغرفة أردن النزول للمذاكرة فى ساحات المدينة قبيل امتحانات العام الماضى، إلا أنهن وجدن عمال الكافيتريات والحراس فى ساحات المدينة، يتمتعون بسهرة سعيدة على أنغام تليفوناتهم المحمولة.

ومن هنا تؤكد شيماء أن النقاب ضرورى للملتزمات داخل المدينة لوجود رجال داخل أسوارها، مشيرة إلى أن قوانين المدينة الجامعية تقضى بالالتزام بملابس معينة ومحتشمة للغاية وعدم الحياد عنها خارج الغرف، وهو ما اعتبرته شيماء تناقضا فى الموقف.

وتضيف شيماء أن الطالبات المنتقبات منذ الأعوام السابقة تم حذف أسمائهن من كشوفات الطالبات، رغم اتباعهن لإجراءات التسكين فى المدينة بشكل كامل، وتستوى فى هذه الحالة تقديرات الامتياز والجيد جدا والجيد، فى حين تم تسكين بنات ذوات تقدير جيد ومن مناطق غير نائية منذ اليوم الأول فى الدراسة الذى كان مخصصا لطالبات الامتياز من المناطق النائية.

كما تشير شيماء إلى أن توزيع الغرف وتسكين البنات وإعداد الطالبات داخل الغرفة الواحدة يتم بناء على التقديرات، إلا أن هذا العام تم مخالفة هذه القواعد، هذا بالإضافة إلى أن الموظفات المسئولات عن التسكين تبدأن عملهن منذ العاشرة صباحا وتنهى أعمالهن خلال ساعة أو ساعتين على الأكثر، فشباك الشئون غالبا ما يكون مغلقا.

وتضيف شيماء أن جميع محاولات الطالبات لمقابلة رئيس الجامعة ونائبه لشئون التعليم والطلاب قد باءت بالفشل، وبخلاف الوعد الذى قطعه د.عادل زايد، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب بحل مشكلة الطالبات، إلا أنهن انتظرنه طويلا ولم يأت، كما لم يأت نائبه الذى كان من المقرر أن يذهب إليهن فى اليوم التالى.

ومن جانبه، أشار د.محمد البلتاجى النائب الإخوانى وعضو لجنة التعليم بمجلس الشعب، إلى أن الحديث عن التعددية وقبول الآخر واحترام الحريات كان ينبغى أن يمثله شيخ الأزهر، ووزير التعليم العالى، إلا أن مواقفهم جاءت مخيبة للآمال، فشيخ الأزهر تعامل مع موضوع النقاب على أنه عادة منبوذة فى المجتمع ويجب التخلص منها، وهو ما يتعارض تماما مع آداب الإسلام وآداب الحوار، فالكلمات والألفاظ التى عبر بها عن موقفه غير لائقة ولا تعبر عن أسلوب للحوار الحضارى.

كما لفت البلتاجى إلى أن هلال كانت له مواقف سابقة وسلبية تجاه النقاب، وهو ما اعتبره البلتاجى موقفا غير مبرر وغير مقبول، لأنه يتعارض مع مبدأ الحرية الشخصية، ولا يمكن تصور أن طالبة متفوقة حاصلة على تقديرات عليا تحرم من حقها فى السكن فى المدينة الجامعية بناء على آراء وزير التعليم العالى الشخصية.

وأكد البلتاجى أن إجراءات التفتيش سهلة وممكنة للغاية بدلا من هذا الموقف المتعارض مع مبدأ الحريات العامة، ويمكن الاستعانة به بدلا من منع دخول المنتقبات إلى الجامعات والمدن الجامعية.

كما لفت البلتاجى إلى أن مصر تعيش فى منظومة متكاملة لا تحترم التوصيات الصادرة عن البرلمان ولا القضاء، وأشار إلى طالبة الدراسات العليا المنتقبة التى حصلت على حكم قضائى يقضى بالسماح لها للدخول إلى الجامعة الأمريكية التى تدرس بها، وإلى احترام الجامعة الأمريكية لحكم القضاء، إلا أن أصوات الطالبات المنتقبات فى الجامعات الحكومية لا يسمع، ويبقى صوت البهائيين والشواذ هو الأعلى على صوت الحق الداعى لاحترام الآخر والحريات الشخصية.

هل يصمد النقاب أمام المؤسسة الدينية والتعليمية فى مصر؟

فى منتصف السبعينيات من القرن المنصرم، ومع نزوح عدد كبير من أساتذة جامعة الأزهر، نحو السعودية، تشبع الكثير منهم بالفكر السلفى، الذى تتسم به المملكة ومازال مسيطرا، إلا أنه بدأ يتزحزح قليلا فى عملية حراك دينى تشهدها المملكة منذ عدة أعوام بأيدى عدد من الدعاة المعاصرين.

وبدأت معالم هذا التيار تغزو مصر من خلال فكر الأزهريين لتنتقل إلى كتبهم، وتستقر فى أذهان الطلاب والطالبات، وكان من أهم هذه المعالم الاهتمام بالنقاب وإطلاق اللحية، والحرص فى المجمل العام على بعض المظاهر مع الاهتمام بالطبع بجوهر العقيدة الإسلامية، وصارت الجامعة الأزهرية مفرخة للتيار السلفى، مما أدى برئيسها الدكتور أحمد الطيب إلى إعادة تدريس كتب التراث الأصلية لضمان سيطرة الفكر الأزهرى فقط بعيدا عن أى تيارات أخرى.

وإن كان الطيب قد بدأ منذ 5 سنوات تقريبا فى غلق هذا الباب إلا أن جهات أخرى تعمل بقوة فى المجتمع المصرى محاولة بنعومة شديدة كسب قاعدة عريضة من الجماهير بالفضائيات السلفية التى تجد إقبالا غير عادى، ويلتف حولها الآلاف، فعلى نجم شيوخ السلفية ومنهم محمود المصرى ومحمد حسان وأبو إسحاق الحوينى وغيرهم.

وفى ظل توغل التيار السلفى فى المجتمع بدأت المؤسسات الدينية تنتبه للنقاب، وتحاول إقناع المسلمين بأنه «عادة وليس عبادة» وفى الوقت ذاته بدأ الإصرار على ارتدائه يزداد، وبدا لهيب المواجهات بين فئات المجتمع يشتعل بين الحين والآخر.

فمنذ 3 أعوام تقريبا اشتعلت أزمة الممرضات المنتقبات بعد سعى وزير الصحة المصرى الدكتور حاتم الجبلى إلى فرض زى موحد على الممرضات للحد من ظاهرة النقاب، وقامت الدنيا، وبعد تدخل قوى عديدة فى المجتمع، تم حل المشكلة حفاظا على الحرية الشخصية للمنتقبة.

وما إن تهدأ أزمة حتى تطفو على السطح أخرى لدى اكتشاف أى جريمة يتخفى فيها المجرم فى زى منتقبة، أو حتى استنكار ارتداء المسلمة للنقاب كما حدث مع الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية سابقا، حينما قالت إن النقاب ليس فرضا.

ومنذ عامين تقريبا بدأت المؤسسات الدينية فى مصر وعلماء الدين تنتبه لما سماه البعض «خطورة النقاب» الذى يتخفى خلفه المجرمون، حتى أن الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين أفتى فى لقاء بمقر الاتحاد فى القاهرة مطلع مايو الماضى، بأن خلع النقاب هو الأولى حاليا، نظرا للمشكلات التى أثيرت بسببه.

وأقدمت وزارة الأوقاف على حملة غير معلنة على النقاب من خلال نشرها كتابا ليتم توزيعه على الأئمة والدعاة تؤكد من خلاله أن النقاب عادة وليس عبادة، ثم تلاها قيام الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف بتخصيص جلستين لمناقشة المنتقبات فى الوزارة حول النقاب، بعد أزمة وزير الأوقاف الشهيرة مع الكثير منهن واعتراضه على نقابهن، وأسفرت تلك الجلستان عن تخلص 3 من الموظفات من نقابهن، وإعلان عدد آخر أنهن اقتنعن، لكن «الناس اعتادت على شكلها».

ويواجه النقاب فى مصر الآن مصيرا مجهولا بعد موقف شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى من الطالبة التى ارتدت النقاب فى معهدها الأزهرى وموقف الدكتور هانى هلال وزير التعليم مع طالبات المدينة الجامعية المنتقبات، وتبدو المواجهة بين الشيخ والنقاب أكثر ضراوة خاصة فى ظل مطالبات العديد من نواب كتلة الإخوان المسلمين بعزل الشيخ والهجوم الشرس ضد ما عزم على اتخاذه من قرار.

وتؤكد مصادر أن قرار منع النقاب من المعاهد من اختصاص الإمام الأكبر وحده أو وكيل الأزهر، لأن المجلس الأعلى للأزهر مكلف فقط باعتماد السياسات التعليمية للمعاهد والجامعة، أما النقاب الذى يعد زيا للطالبة فلا يتدخل فى إقراره المجلس بحسب نفس المصادر.

ويزداد الأمر تعقيدا إذا علمنا انقسام أعضاء مجمع البحوث الإسلامية حول موقف شيخ الأزهر، فمنهم من يرى أن الشيخ محق تماما وأنه يجب اتخاذ قرار فورى بمنع النقاب، ومنهم من يرى أن النقاب فضيلة لا يجوز منعها، فضلا عن المنظمات الحقوقية التى تقف فى صف المنتقبات وترى النقاب حرية شخصية، والإخوان الذين يترصدون للشيخ.

فهل يستطيع النقاب بخلفياته الدينية والحقوقية مواجهة المؤسسات الدينية والتعليمية فى مصر كما حدث فى مواقف سابقة.. أم أن الصراع سيكون أكثر ضراوة هذه المرة؟ هذا ما ستسفر عنه الأيام المقبلة فور عودة شيخ الأزهر من جمهورية طاجيكستان.
إذا صاح الديك في الناس مفتياً فلاعجب أن يؤم الناس كتكوتاً
إذا صاح الديك في الناس مفتياً فلاعجب أن يؤم الناس كتكوتاً إذا صاح الديك في الناس مفتياً فلاعجب أن يؤم الناس كتكوتاً
إذا صاح الديك في الناس مفتياً فلاعجب أن يؤم الناس كتكوتاً

حقوقيات: شيخ الأزهر أهان المرأة

ناشطات حقوقيات تتهمن شيخ الأزهر بإهانة المرأة بسبب واقعة النقاب ناشطات حقوقيات تتهمن شيخ الأزهر بإهانة المرأة بسبب واقعة النقاب

شن عدد من ناشطات حقوق المرأة هجوما حادا على قرار الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، بحظر ارتداء النقاب داخل المعاهد والجامعات الأزهرية، وشبهن قرار طنطاوى بـ"فتاوى الفضائيات".

ووصفت ناشطات حقوق المرأة قرار طنطاوى بـ"الإهانة"، وأكدوا أنه اعتداء سافر على حقوق المرأة، بحسب الدكتورة ماجدة عدلى، رئيس مركز النديم للتأهيل النفسى للمرأة، التى أضافت أن شيخ الأزهر قد أخطأ مرتين بهذا القرار، الأولى عندما أهان طفلة أمام زملائها، والثانية عندما أصدر قرار حظر ارتداء النقاب، بدعوى الحفاظ على الأمن، بالرغم من أنه يمكن الحفاظ على الأمن بتعيين ضابطات أمن من النساء على بوابات الجامعات والمعاهد الأزهرية.

فيما أشارت زينب عبد اللطيف، رئيس مؤسسة بشاير للتنمية، إلى ضرورة احترام شيخ الأزهر للحكم القضائى الصادر لصالح إحدى المنتقبات بدخول الجامعة الأمريكية، والسماح بالاستفادة بخدماتها التعليمية بعد التعرف على شخصيتها.

وترى زينب عبد اللطيف أنه إذا كان شيخ الأزهر يرغب فى الحفاظ على الأمن، فيمكنه وضع نظم أمنيه بدلا من التعدى على حقوق الأخريات، معتبرة أن طنطاوى يحاول أن يظهر بمظهر رجل الدولة التى لا تحترم حقوق الإنسان بشكل عام.

ورغم رفضها لقرار شيخ الأزهر إلا أنها ترى أن المرأة إذا تعرفت على كيانها وأهميتها فى المجتمع ككائن له دور هام فى المجتمع، فلن يكون قرارها تغطية الوجه وقتها.

على الجانب الآخر، أبدت الدكتورة عزة سليمان، رئيسة مؤسسة قضايا المرأة المصرية، مع قرار شيخ الأزهر فى حظر النقاب داخل الجامعات والمعاهد الأزهرية، وبررت ذلك بحرية مسئولى كل مؤسسة داخل الدولة فى وضع القوانين الداخلية الخاصة بها. وأضافت أن النقاب يحجب التعامل مع الآخرين، فى الوقت الذى اختلفت فيه مع شيخ الأزهر فى طريقة إصدار القرار، بعد إهانته لطفلة قيامه بسبها بأهلها بالصورة التى نقلتها وسائل الإعلام، وطالبت بضرورة محاسبته عن تلك الفعلة.

وترى عزة سليمان أن النقاب ليس له علاقة بالحرية الشخصية لما له من تأثير سلبى على المجتمع وخاصة من الناحية الأمنية، لا يوجد أمن فى مصر؛ فيما عدا أمن رئيس الجمهورية.

اهتمام عالمى بنزع شيخ الأزهر نقاب طالبة

اهتمام وسائل الإعلام العالمية بموقف شيخ الأزهر من النقاب اهتمام وسائل الإعلام العالمية بموقف شيخ الأزهر من النقاب

اهتم موقع ميدل إيست أون لاين البريطانى بتسليط الضوء على قيام شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى بإجبار طالبة على نزع "النقاب" الذى ترتديه أثناء زيارته لمعهد تابع لجامعة الأزهر فى القاهرة، مؤكداً أنه ينوى إصدار قرار يمنع بموجبه دخول المنتقبات إلى المعاهد.

ويوضح الموقع كيف أمر شيخ الأزهر الفتاة بإزالة غطاء وجهها عندما كان يتفقد حال المعاهد الأزهرية فى بداية العام الدراسى الجديد ومدى استعدادها للتصدى لمرض أنفلونزا الخنازير، موضحاً لها أن النقاب "عادة" وليس إلزاماً يفرضه الإسلام.

وعلى الرغم من أن جميع العلماء الإسلاميين يتفقون على أن المرأة يجب أن تغطى رأسها وترتدى الزى الإسلامى المناسب الذى يغطى مفاتن جسدها، إلا أن علماء السنة انقسموا فيما بينهم حول مسألة ارتداء المرأة للنقاب، ولكن معظمهم يرى أنه ليس فرضاً.

ويلفت الموقع البريطانى إلى أن أصول ارتداء النقاب فى الشرق الأوسط ترجع إلى السلفية، وهى نهج إسلامى متشدد يمارس بصورة واسعة فى المملكة العربية السعودية، ومع أن معظم السيدات ترتدين الحجاب فى مصر، انتشرت ظاهرة ارتدائهن النقاب، مما أثار مخاوف الحكومة من تنامى المد الإسلامى المتشدد فى البلاد، وهو ما دفع وزارة الأوقاف إلى توزيع كتيبات فى المساجد لمواجهة هذه الظاهرة.

من ناحية أخرى أفردت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فى عددها الإلكترونى صباح اليوم الثلاثاء، تقريرا تحت عنوان "كبار رجال الدين فى مصر يحظرون دخول المنتقبات للمدارس" مشيرة إلى تصريحات شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى حول عزمه منع وضع النقاب فى كافة المعاهد الأزهرية، والتى أثارت ردود فعل متباينة.

ونقلت الصحيفة تأييد عضو مجمع البحوث الإسلامية فى مصر الشيخ محمود عاشور موقف طنطاوى، مشيرا إلى أن النقاب عادة وليس عبادة، كما نقلت تصريحات الموجه العام لشئون القرآن الكريم فى المعاهد الأزهرية محمد محمود حمودة قوله أنه ليس من حق الأزهر الاعتراض على وضع النقاب، خاصة إذا كانت المرأة التى تضعه ذات جمال فاتن للرجال، الأمر الذى أعرب فيه مدير معهد القرآن الأزهرى بالقاهرة عاطف محمد عبد ربه عن أمله فى أن يتراجع شيخ الأزهر عن هذا القرار.

وقالت الصحيفة إن مصر تخشى أن تتحول الطالبات فيها كإيران، ولذلك تخطط لمنع الطالبات من ارتداء غطاء الوجه من دخول المدارس فى الأزهر، لأن ذلك ليس من تقاليد السنة.

ونقلت الصحيفة عن وكالة "فرانس برس" عن مسئول أمنى قوله أمس الاثنين إن الشرطة لم تتلقَ أوامر شفهية لمنع الفتيات من تغطية الرأس حتى القدمين من دخول الأزهر والمؤسسات التعليمية بما فى ذلك المدارس المتوسطة والثانوية، فضلا عن المدن الجامعية فى القاهرة.

وقالت الصحيفة إن المسئول الأمنى رفض الإفصاح عن اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى الصحافة ووسائل الإعلام لأسباب أمنية.

وزعمت الصحيفة بأن التحركات تبدو وكأنها جزء من حملة حكومية على تزايد المظاهر العلنية للإسلام المحافظ فى مصر، فى حين أن الغالبية العظمى من النساء المصريات يرتدين غطاء للرأس، سوى عدد قليل ممن يرتدين النقاب الذى يغطى الوجه، الأمر الشائع فى المملكة العربية السعودية المجاورة لمصر، والتى تشكل ممارسات محافظة من الإسلام الوهابى فى البلد الأكثر كثافة سكانية من بين الدول العربية.

وتقول الصحيفة إنه ليس هناك رأى دينى موحد فى أنحاء العالم الإسلامى حول ما إذا كان النقاب ضرورياً أم لا، فى حين أن معظم علماء الإسلام أفادوا بأن النقاب ليس مطلوباً، بل هو مجرد عادة يعود تاريخها إلى القبائل والمجتمعات البدوية التى تعيش فى صحراء الجزيرة العربية قبل بدء الإسلام.

وسردت الصحيفة واقعة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى، عندما طالب إحدى الطالبات بخلع نقابها أثناء زيارته لإحدى المدارس المتوسطة الأزهرية هذا الأسبوع، حيث كان يتفقد المدارس فى بداية العام الدراسى للاطمئنان على التدابير المتخذة لمواجهة انتشار "أنفلونزا الخنازير"، وقال حينها إن النقاب ليس له أى علاقة بالإسلام ليس سوى العرف، ثم أعلن بأنه سيصدر قريبا أمر يحظر على الفتيات ارتداء النقاب من دخول مدارس ومعاهد الأزهر.

وقالت الصحيفة إن طنطاوى غادر القاهرة مساء أول أمس الأحد فى زيارة لطاجيكستان، ولذلك لم يتوفر الحصول على تعليق رسمى منه عما أثير، وبأت كل محاولات الصحفيين المصريين بالفشل.

وأوردت الصحيفة تصريحات عبد المعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، الذى قال فيها إن النقاب ليس واجبا دينيا وإن قوات طالبان هى التى تجبر النساء على ارتداء النقاب، ولذلك فإن الظواهر الغربية عندما تنتشر فلابد من مواجهتها، مضيفا بأنه حان الوقت لذلك.

وأشارت الصحيفة للمظاهرات التى قامت بها عشرات الطالبات الجامعيات المنقبات يوم السبت الماضى خارج جامعة الأزهر احتجاجا على حظر النقاب داخل الأزهر وجامعة القاهرة.

شيخ الازهر والنقاب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد :
أحبتي في الله :
وصلني هذا الموضوع المؤلم
من أحد الأخوة
وأقسم بالله
ثم أقسم بالله
أنني كدت لا أصدق
حتى استمعت بنفسي لشهادة الشاهد
الأستاذ أحمد البحيري الصحفي بجريدة المصري اليوم
انظروا إلى هذا التعجرف في الكلام
غير اللائق بأهل العلم أبداً
هذا هو للموضوع الأصلي :

زار شيخ الأزهر بعض المعاهد الأزهرية
بسبب انفلونزا الخنازير
ورأى طالبة لابسة نقاب فقال لها :
أنتِ لابسة نقاب ليه؟ هذه عادة مش عبادة .
قالت : أنا لا أحب أن أخرج للشارع ويرى وجهي أحد ؟
قال : أنا أعرف أكتر منك ومن اللي خلفوكي
ثم قال لها : أمال أنتِ لو حلوة شوية كنتِ عملتي إيه؟
هنا مقطع مباشر من اليوتيوب
http://www.youtube.com
/watch?v=rdXKF8f6GbE

وهنا للتحميل على صيغة الجوالات
http://www.mediafire.com/download.php?jztnouj3qij
انشروا الموضوع ...
ختاماً :
فإن هذا الموضوع لا يسيء للأزهر
فالأزهر مؤسسة دينية كبرى
وخرج آلاف بل ملايين العلماء الأئمة الأعلام
عبر العصور والدهور
وهذا الموضوع يخص شيخ الأزهر الشيخ الدكتور سيد طنطاوي وحده
وأيضاً :
ما كنت لأنشر هذا الموضوع لولا آخر فقرة من الكلام :
أن شيخ الأزهر يريد أن يصدر مشروع قرار بمنع المنتقبات من دخول الأزهر
فمثل هذا ينبغي أن يتصدى له الشرفاء في كل مكان
وإذا كان في آخر فقرة يحاول الصحفي الحديث عن المتبرجات فيمنعه المذيع
فأنا أقول :
متى تحدث الشيخ طنطاوي عن التبرج ؟
متى حذر منه ؟
بل أكثر من هذا
كنت أفكر منذ أيام ....
أليس شيخ الأزهر هو رأس أكبر مؤسسة دينية في مصر؟
أليس يقوم مقام العلماء الذين قال عنهم النبي :
العلماء ورثة الأنبياء؟
فيا ترى كم شخص دخل الإسلام على يد هذا الخليفة للأنبياء ؟
سؤال محير ويحتاج إجابة صادقة .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
، وختم لنا جميعا بحسن الختام.

فيديو الحلقه التى أثارت الصهاينة و تسببت فى إغلاق قناة الرحمة